1- يُنَزِّه اللهَ عما لا يليق به كلُّ ما في السماوات وما في الأرض من المخلوقات، له وحده الملك يتصرف فيه كيف يشاء، وله الثناء الحسن الجميل، وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض.
2- هو الذي أوجدكم من العدم -أيها الناس- فمنكم كافر بربه عاص له، ومنكم مؤمن به طائع له، والله بما تعملون بصير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها.
6- ذلك العذاب الذي أصابهم في الدارين سببه أنه كانت تأتيهم رسلهم بالمعجزات الظاهرة الدالة على صدقهم فقالوا منكرين: أبَشَرٌ مثلنا يرشدوننا؟ فكفروا بما جاءت به الرسل وأعرضوا عنه، واستغنى الله عن إيمانهم وطاعتهم، والله غني عن خلقه وعبادتهم، محمود في أقواله وأفعاله.
7- زعم الذين كفروا بالله باطلًا أن الله لن يبعثهم بعد موتهم، قل -أيها الرسول- لهؤلاء: بلى وربي لَتُخرَجُنَّ من قبوركم أحياء، ثم لتُخبرُنَّ بما عملتموه في الدنيا، وتجازون عليه، وذلك البعث والجزاء على الله سهل هين.
8- فآمنوا -أيها الناس- بالله وبرسوله وبالقرآن الذي أنزلناه على رسولنا، والله بما تعملون خبير، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها يوم القيامة.
9- واذكروا -أيها الناس- يوم يجمعكم الله ليوم القيامة للحساب والجزاء، ذلك اليوم الذي يظهر فيه خسارة الكفار، فيأخذ المؤمنون منازل أهل النار في الجنة، ويأخذ الكفار منازل أهل الجنة في النار، ومن يؤمن بالله ويعمل الأعمال الصالحة؛ يغفر الله ذنوبه، ويدخله جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، ماكثين فيها لا يخرجون منها أبدًا، ذلك الفوز العظيم الذي لا فوز بعده.
11- ما أصابت أحد مصيبة حلت به إلا بقضاء الله وقدره، ومن يؤمن بالله، ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما قدَّر الله عليه؛ يهد قلبه عند نزول المصيبة بالتسليم لأمره، والرضا بقضائه، والله بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء.
14- يا من آمنتم بالله وصدقتم برسوله واتبعتم شرعه، إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم يشغلونكم عن الخير ويثبطونكم عن طاعة الله، فاحذروا أن تُؤْثروا حبكم لهم على طاعة الله، وإن تعفوا عن زلاتهم التي ارتكبوها وتعرضوا عنها وتستروها عليهم؛ فإن الله غفور لكم ولهم.
15- إنما أموالكم وأولادكم ابتلاء وامتحان لكم؛ فقد يحملونكم على منع حق الله وكسب الحرام، والله عنده ثواب عظيم لمن آثر طاعته على طاعة أولاده، ومحبة ماله وولده.
16- فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ما استطعتم، واسمعوا وأطيعوا أوامر الله ورسوله، وأنفقوا من أموالكم في أبواب الخير ولا تبخلوا بها، وقدموا خيرًا لأنفسكم، ومن يحفظه الله من داء البخل وحرص النفس فأولئك هم الفائزون بكل خير.
17- إن تتصدقوا بأموالكم في وجوه الخير بإخلاص نية وطيب نفس يضاعف الله لكم ثواب ما أنفقتم الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، ويغفر لكم ذنوبكم، والله شكور يعطي على العمل القليل الثواب العظيم، حليم لا يعجل العقوبة لمن عصاه.