1- يُنَزِّه اللهَ عما لا يليق به كلُّ ما في السماوات وما في الأرض من المخلوقات، فهو الملك المتفرد وحده بالملك، المنزه عن كل نقص، وهو العزيز الذي لا يغلِبه أحد، الحكيم في ملكه وتدبيره وشرعه.
2- هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون ولا يكتبون رسولًا منهم وهو محمد ﷺ يتلو عليهم آيات الله، ويطهرهم من الشرك والأخلاق السيئة ويعلمهم القرآن والسنة، وإنهم كانوا قبل مجيئه إليهم لفي انحراف عن الحق واضح.
5- مثل اليهود الذين كُلِّفوا العمل بما في التوراة؛ فتركوا ما كلفوا به، ولم يعملوا بما فيها؛ كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبًا لا يدري ما فيها ولا ينتفع بها، قَبُحَ مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يوفق القوم الظالمين المتجاوزين لحدوده الخارجين عن طاعته لإصابة الحق.
6- قل -أيها الرسول- للذين تهودوا وتمسكوا باليهودية المُحرفة: إن صدقتم في زعمكم أنكم أولياء لله دون بقية الناس وأنكم تؤثرون الآخرة على الدنيا؛ فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في ادعائكم أنكم أولياء الله وأحبابه.
8- قل -أيها الرسول- لهؤلاء اليهود: إن الموت الذي تهربون منه آت إليكم لا محالة إن عاجلًا أو آجلًا عند مجيء آجالكم، ثم تُرجعون يوم القيامة إلى الله العالم بما غاب وما حضر، الذي لا يخفى عليه شيء؛ فيخبركم بما كنتم تعملون من الأعمال وسيجازيكم عليها.
9- يا من آمنتم بالله وصدقتم برسوله واتبعتم شرعه، إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة فاسعوا إلى المساجد لحضور الخطبة والصلاة، واتركوا البيع والشراء وجميع ما يشغلكم عنها، ذلك الذي أمرتم به من السعي للصلاة وترك البيع والشراء خير لكم -أيها المؤمنون- إن كنتم تعلمون ما فيه مصلحتكم فافعلوا ذلك.
10- فإذا أديتم الصلاة وفرغتم منها؛ فانتشروا في الأرض للتجارة وقضاء حوائجكم، واطلبوا من رزق الله عن طريق الكسب الحلال، واذكروا الله أثناء بيعكم وشرائكم وفي جميع أحوالكم ذكرًا كثيرًا؛ لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة.
11- -يعتب الله تعالى على ما كان وقع من بعض المسلمين من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذ، فيقول: وإذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا من لهو الدنيا وزينتها تفرقوا خارجين إليها، وتركوك -أيها الرسول- قائمًا على المنبر تخطب، قل لهم: ما عند الله من الجزاء العظيم على الأعمال الصالحة خير من اللهو ومن التجارة، والله خير الرازقين.