12- يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يتقدمهم نورهم على الصراط بين أيديهم وعن أيمانهم بقدر أعمالهم، ويقال لهم في ذلك اليوم: بشراكم اليوم دخول جنات واسعة تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، تبقون فيها أبدًا لا تخرجون منها، ذلك الجزاء هو الفوز العظيم لكم في الآخرة.
13- يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا وهم على الصراط: انتظرونا رجاء أن نَستَضِئ من نوركم بما يُعيننا على عبور الصراط، فتقول لهم الملائكة -على وجه السخرية والاستهزاء منهم-: ارجعوا وراءكم حيث تقسم الأنوار أو إلى الدنيا فاطلبوا نورًا تستنيرون به، فَفُصِل بينهم بِسور له باب، باطنه مما يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره مما يلي المنافقين فيه العذاب.
14- يُنادي المنافقون المؤمنين قائلين: ألم نكن معكم في الدنيا على الإسلام، وكنا نؤدي شعائر الدين مثلكم؟ قال لهم المؤمنون: بلى قد كنتم معنا في الدنيا في الظاهر، ولكنكم أَهلكتم أنفسكم حين أظهرتم الصلاح وأخفيتم الكفر والنفاق والمعاصي، وتربصتم بالمؤمنين أن يُغلبوا فتُعلِنوا كفركم، وشككتم في صدق دِيننا، وفي نَصر الله لنا، وفي البعث بعد الموت، وَخدَعتكم أمانيكم الباطلة، وبقيتم على ذلك حتى جاءكم الموت وأنتم على ذلك، وأوهمكم الشيطان بأنكم الناجون من عذاب الله.
15- فاليوم لا يُقبل من أحد منكم -أيها المنافقون- فدية؛ ليفتدي بها من عذاب النار، ولا تُقبل فدية من الذين كفروا بالله ورسوله، ومصيركم أنتم ومصير الذين كفروا دخول النار التي تُحيط بكم من كل ناحية، هي أولى بكم وأنتم أولى بها، وبئس المصير.
16- ألم يَحِن الوقت للذين آمنوا بالله وصدقوا رسوله واتَّبَعوا شرعه، أن تلين قلوبهم وتطمئن لذكر الله وسماع القرآن سماع قبول وانتفاع، ولا يكونوا في قسوة القلوب مثل الذين أوتوا التوراة من اليهود والذين أتوا الإنجيل من النصارى، الذين طال عليهم الزمان بينهم وبين بعثة أنبيائهم فقست قلوبهم بسبب ذلك، وكثير منهم خارجون عن طاعة الله؟
17- اعلموا أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض بالمطر والزرع بعد أن كانت يابسة لا زرع فيها ولا ماء، فتُخرِج النبات، فكذلك الله قادر على إحياء الموتى يوم القيامة للحساب والجزاء، قد بينَّا لكم دلائل قدرتنا؛ لعلكم تعقلونها، فتعلموا أن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على بعثكم بعد موتكم.
18- إن المتصدقين من أموالهم والمتصدقات، الذين ينفقونها في سبيل الله ابتغاء وجه ربهم دون منٍّ ولا أذى، يُضاعف لهم ثواب أعمالهم إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله، ولهم فوق ذلك ثواب جزيل، وهو الجنة.