2- والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات، وآمنوا بالكتاب المنزل على رسوله محمد ﷺ وهو الحق الذي لا شك فيه من ربهم، عفا عنهم وستر عليهم سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها ولا يعاقبهم عليها، وأصلح لهم دنياهم وأخراهم.
3- ذلك الجزاء المذكور للكافرين والمؤمنين سببه أن الذين كفروا اتَّبَعوا الشيطان، وأن الذين آمنوا اتَّبَعوا الحق الذي جاء به الرسول ﷺ وكما بيَّن الله تعالى حكمه في الفريقين: الكافرين والمؤمنين يضرب الله للناس أمثالهم، فيلحق بكل قوم من الأمثال والأشكال ما يناسبه.
4- فإذا لقيتم -أيها المؤمنون- الذين كفروا في ساحات الحرب فاثبتوا في قِتالهم، واضربوا رقابهم بسيوفكم، واستمروا في قتالهم حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل، وكسرتم شوكتهم، وأسرتموهم فشدوا قيود الأسرى، فإذا أسرتموهم فلكم الخيار حسب ما تقتضيه المصلحة؛ إما أن تَمُنُّوا عليهم بإطلاق سراحهم دون مقابل، وإما أن يفادوا أنفسهم بالمال أو غيره، وإما أن يُسْتَرَقُّوا أو يُقْتَلوا، واستمِرُّوا على قتالهم وأسرهم حتى تنتهي الحرب بإسلام الكفار أو معاهدتهم، ذلك الحكم المذكور في ابتلاء المؤمنين بالكافرين ومداولة الأيام بينهم بانتصار بعضهم على بعض، هو حكم الله، ولو يشاء الله الانتصار من الكفار دون قتال لانتصر للمؤمنين من الكافرين بغير قتال، ولكن شرع الجهاد ليختبر بعضكم ببعض، فيختبر من يجاهد من المؤمنين ومن لا يجاهد، ولينصر بكم دينه، ويختبر الكافر بالمؤمن، فإن قتل المؤمن في المعركة دخل الجنة، وإن قتله المؤمن دخل النار، والذين قُتلوا في سبيل الله من المؤمنين فلن يُبْطِل الله ثواب أعمالهم.
التفاسير:
5:47
سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ
5- سيوفقهم لاتباع الحق وطاعته وفعل ما يُرضي ربهم في حياتهم الدنيا، ويُصْلح حالهم وأمورهم.
التفاسير:
6:47
وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ
6- ويدخلهم الجنة، عرَّفهم بأوصافها في الدنيا، ووفقهم للقيام بما أمرهم به، ومن جملته الشهادة في سبيله، وعرَّفهم منازلهم في الجنة إذا دخلوها.
7- يا من آمنتم بالله وصدقتم برسوله وعملتم بشرعه، إن تنصروا دين الله بالجهاد في سبيله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ينصركم فيمنحكم الغلبة على أعدائكم، ويثبت أقدامكم في الحرب عند لقائهم في أرض المعركة.
9- ذلك العقاب الواقع بهم بسبب أنهم كرهوا كتاب الله المنزل على نبيه محمد ﷺ لما فيه من توحيد الله، فكذبوا به، فأبطل الله أعمالهم؛ لأنها كانت في طاعة الشيطان، فخسروا دنياهم وآخرتهم.
10- أفلم يَسِرْ هؤلاء الكفار المكذبون في أرض الله معتبرين بما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من العقاب؟ فقد كانت نهايتهم مؤلمة، دمَّر الله عليهم ديارهم التي كانوا يسكنونها وأهلكهم، وللكافرين في كل زمان ومكان أمثال تلك العاقبة التي حلت بتلك الأمم.