3- أيقول المشركون: إن محمدًا ﷺ اختلق القرآن على ربه؟ كذَبوا، ليس الأمر كما قالوا بل هو الحق الثابت المنزل عليك من ربك -أيها الرسول- لتنذر به قومًا لم يأتهم نذير من قبلك يخوفهم من عذاب الله؛ لعلهم يهتدون إلى الحق فيعرفوه ويؤمنوا به ويعملوا بما فيه.
4- الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام لحكمة يعلمها، وهو قادر أن يخلقها في أقل من ذلك بأن يقول لها كن فتكون، ثم بعد خلقهما علا وارتفع سبحانه وتعالى على عرشه علوًا يليق بجلاله، ليس لكم -أيها الناس- من وليٍّ يتولى أموركم، أو شفيع يشفع لكم عند ربكم لتنجوا من عذابه، أفلا تتفكرون -أيها الناس- في عظمة الله وقدرته فتُفردوه وحده بالعبادة؟
5- يُدبر الله تعالى أَمْر جميع المخلوقات في السماوات وفي الأرض، فيدبر الأمر من السماء ثم ينزل الأمر إلى الأرض، ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى السماء، في يوم كان مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدُّونها، خمسمائة سنة من السماء إلى الأرض نزولًا، وخمسمائة من الأرض إلى السماء عروجًا.
6- ذلك الخالق المدبِّر لشؤون العالمين هو العالم بكل ما يغيب عن الأبصار ومما تُكِنُّه الصدور وتخفيه النفوس، وعالم بما شاهدته الأبصار، لا يخفى عليه شيء، العزيز الذي لا يُغَالِبه أحد الذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بعباده المؤمنين.
9- ثم أتم الله خلق الإنسان سويًا وأحسن خِلقته، ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك الموكل بنفخ الروح لينفخ فيه الروح، وهو في الرحم، وجعل لكم -أيها الناس- نعمة السمع لتسمعوا بها وتُميِّزوا بها بين الأصوات، والأبصار لتبصروا بها وتُميزوا بها بين المرئيات، والأفئدة لتعقلوا بها وتُميِّزوا بها بين النافع والضار، قليلًا ما تشكرون ربكم على نعمه التي أنعم بها عليكم.
10- وقال المشركون المكذبون بالبعث: هل يعقل أننا إذا متنا وغُيِّبنا في الأرض أن نُبعَث أحياء فنكون خلقًا جديدًا؟! بل هم في واقع أمرهم كافرون بالبعث وبلقاء ربهم يوم القيامة.
11- قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: يتوفاكم ملك الموت الذي وكَّله الله بقبض أرواحكم إذا انتهت آجالكم ولن تتأخروا لحظة واحدة، ثم إلينَا وحدنا يوم القيامة تُرجعون للحساب والجزاء، فَنجَازيكم على أعمالكم خيرها وشرها.